نحن اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الاسلامي، لا نرفض فقط القرار الأحادي الجانب الذي إتخذته الإدارة الامريكية والذي ينتهك مبادئ القانون الدولي، وذلك بالإعتراف بالقدس الشريف كعاصمة لدولة إسرائيل، ونقل السفارة الامريكية الكائنة في تل أبيب إلى القدس الشريف ، وإنما نعتبر هذا القرار غير المفسّر وغير المسؤول كقرار باطل وكأنه لم يكن.
القدس الشريف، مهد الأديان والحضارات مختلفة لسنوات عديدة والتي تحتضن مسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ، فكما قال رئيس الفترة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي ورئيس الكومسيك السيد رجب طيب أردوغان: “لا يمكن ترك القدس الشريف في أيادي دولة محتلة تستخدم الذعر في محاولة الإستيلاء على لأراضي الفلسطينيين منذ عام 1967 ومن دون أخذ بالإعتبار أي قانون أو أخلاقية ، فالقدس هي قرة عين كل المسلمين، فنصف قلبنا مكرّس لمكة والمدينة المنورة، والنصف الآخر للقدس الشري”.
إن هذا القرار، البعيد عن الواقع التاريخي والاجتماعي والسياسي للمنطقة ، يعمق الاحتلال الاسرائيلي ويهيئ مناخاً لكل أنواع العنف والفوضى ، وسوف ينتزع أيضاً حقوق جميع السكان غير اليهود الذين يعيشون في القدس الشريف ، وسينهي المناخ التفاوضي ، وكلّ إمكانيات حلّ سلمي. وعلى هذا المنوال ندعو الأمة الإسلامية وجميع البلدان والمجتمعات الأخرى ذات الأخلاق والحكمة ، إلى إعتبار هذا القرار باطل وكأنه لم يكن.